25 سنة على ”فرش” الخضار.. ”أم سيد” تحب عمرو دياب وتحلم بالعمرة
الأكثر مشاهدة
تجدها إذا مررت بميدان لبنان، عجوز بشوشة الملامح تنثر الماء على الخضار الموضوع أمامها كل فترة حتى لا تفسده الشمس، تأتي السبعينية "أم سيد" يوميًا في العاشرة صباحًا وتظل أمام "فرشها" حتى العشاء أو "على حسب ما ربنا يكرم"، تبيع لذاك وتمازح هذا وتتناول طعامها في نفس المكان حتى يحين موعد عودتها فتستند على عكازها وتقضي باقي يومها مع التلفزيون.
سيدة صعيدية تفضل أن تنادى باسم "الولد البكري" بدلًا من التصريح باسمها، "أم سيد" تركت محافظة المينا مع أسرتها إلى القاهرة بحثًا عن "لقمة العيش"، وبعد فترة قصيرة على وصولها مرض زوجها فاضطرت للعمل، جربت "شغلانات" كثيرة لتربي أبنائها العشرة، حتى تقدم بها السن فاستقرت منذ 25 عامًا على بيع الخضار.
رغم رحيل زوجها منذ 18 عامًا إلا أنها استطاعت أن تزوج جميع أبنائها من عملها وبمساعدة من "أهل الخير"، واستجاب الله لدعائها فرأت أحفادها وتمتعت بهم، وتشجع آبائهم على تعليمهم وتعويض ما فاتها وفاتهم بسبب ضيق الحال.
بعد يوم العمل الذي اعتادت شقاءه بطول عمرها، تعود لغرفة تسكنها وحيدة وتجد في المسلسلات التلفزيونية رفيقًا للباقي من يومها، "بشغل التلفزيون وبنام على صوته"، تتابع مسلسلات فيفي عبده ولا تمل من مشاهدة "رأفت الهجان"، يرن هاتفها الصغير معلنًا: "أعمل إيه في اللي أنا حبيته واللي القلب اختاره"، فتتسع ضحكتها الخالية إلا من بضعة أسنان ،وبلهجتها الجنوبية تعبر عن عشقها لعمرو دياب "بموت فيه.. بيونسني".
تتابع "أم سيد" البرامج التي تحل مشاكل المحتاجين ويداعبها الأمل أن تحصل يومًا على سكن خاص لا تحمل هم إيجاره الشهري، وتحلم أن يرزقها الله بـ"عمرة" تختم بها حياتها.
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ٠١ أغسطس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا